يبدو مستقبل العمل مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل بضع سنوات. فمع ظهور التقنيات الجديدة، مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) وميتافيرس، تقوم الكثير من الشركات بنقل عملياتها المهنية إلى الفضاء الإلكتروني.
هناك العديد من المزايا للعمل في ميتافيرس، وتشمل هذه المزايا زيادة مستوى المرونة والكفاءة والإنتاجية. وتشهد الشركات التي انتقلت بالفعل للعمل في ميتافيرس نتائج مثيرة للاهتمام، ولكن قبل أن نستكشف هذه المزايا بمزيد من التفصيل، دعنا أولاً نلقي نظرة على ماهية ميتافيرس بالضبط.
ميتافيرس هو عالم افتراضي موجود على الإنترنت. وهو مكون من العديد من بيئات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) التي يمكن للأفراد استكشافها والتفاعل معها. فكر في الأمر كنسخة عبر الإنترنت من العالم الحقيقي، حيث يمكنك التعرف على أشخاص جدد وزيارة أماكن جديدة والقيام بأي شيء يمكنك تخيله.
وأحد أكبر مزايا العمل في ميتافيرس هو أنه يمنحك القدرة على العمل من أي مكان في العالم. ومع وجود مكتب افتراضي، فإنك لم تعد مقيدًا بموقع واحد. وهذا يعني في الأساس أنه يمكنك العيش والعمل في أي مكان تريده. ولديك أيضًا المرونة في تحديد ساعات العمل الخاصة بك والعمل وفقًا لجدولك الزمني الشخصي.
يمكن الوصول إلى ميتافيرس من خلال مجموعة متنوعة من المنصات المختلفة، بما في ذلك سماعات الواقع الافتراضي ونظارات الوقاع المعزز والأجهزة المحمولة. وهناك العديد من منصات ميتافيرس المختلفة للاختيار من بينها، ولكل منها ميزاتها وقدراتها الفريدة.
تشمل بعض منصات ميتافيرس الأكثر شيوعًا ما يلي:
- سكند لايف: هي واحدة من أقدم وأشهر منصات ميتافيرس. ويتم استخدامها من قبل الشركات من جميع الأحجام، بداية من الشركات الصغيرة إلى الشركات الكبيرة.
- سنسار: هي إحدى منصات ميتافيرس الحديثة التي تم إنشاؤها من قبل الفريق في وقت لاحق بعد منصة سكند لايف. وهي مصممة لتكون أكثر سهولة في الاستخدام ويسهل الوصول إليها أكثر من المنصات السابقة.
- هاى فديليتى: هي إحدى منصات ميتافيرس الشائعة الأخرى التي تمكن المستخدمين من إنشاء عالمهم الافتراضي الخاص.
- في آر شات: هي إحدى منصات ميتافيرس الاجتماعية التي تحظى بشعبية بين اللاعبين ولديها مجتمع كبير من المستخدمين.
أحد أكثر الأسئلة إثارة للاهتمام حول ميتافيرس هو كيف سيؤثر على التسويق والإعلان. يوفر الواقع الافتراضي طريقة جديدة وفريدة من نوعها للتعامل مع العملاء والترويج للمنتجات. في ميتافيرس، ستكون الشركات قادرة على إنشاء تجارب غامرة تسمح للعملاء بالتجربة قبل الشراء. ويمكن لذلك أن يعيد ابتكار الطريقة التي تسوق بها الشركات منتجاتها وخدماتها.
ومع ذلك، هناك بعض الجوانب السلبية المحتملة للتسويق في ميتافيرس. أحدها أنه قد يكون من السهل الإفراط في الإنفاق على الحملات التسويقية. لا يزال الواقع الافتراضي تقنية جديدة، وقد لا تتمكن الشركات من قياس عائد الاستثمار بدقة لحملات ميتافيرس الخاصة بها. والجانب السلبي الآخر هو أن العملاء قد لا يكونون مستعدين للتغيير. ولا يزال الواقع الافتراضي تقنية متخصصة، ولا يشعر جميع الأشخاص بالارتياح لفكرة تجربتها.
علاوة على ذلك، لكي تستمر الحملات التسويقية والشركات في عملياتها في ميتافيرس بنجاح، يجب أن يكون هناك عدد كبير بما يكفي من المستخدمين. ويجب أن يكون المستخدمون أيضًا جزءًا من الفئة السكانية المستهدفة للشركة، وسوف يتطلب ذلك تحليل المنصات في وقت أطول وبرأس مال أكبر يتم إنفاقه على منصة تجريبية.
تتمثل إحدى المزايا الرئيسية للعمل في ميتافيرس في أنه يمكن تحسين الاتصال والتعاون بين الموظفين. ويتيح الواقع الافتراضي للأشخاص الالتقاء والعمل معًا في مساحة افتراضية مشتركة، بغض النظر عن مكان وجودهم في العالم. ويمكن لذلك أن يسهل التواصل مع الزملاء والعملاء، وكذلك بناء علاقات مع مهنيين آخرين.
يمكن أن يساعد ميتافيرس أيضًا في تحسين الاتصال داخل الشركة. ومن خلال المكتب الافتراضي، يمكن للموظفين الوصول المباشر إلى زملائهم ومديريهم. ويمكن لذلك أن يؤدي إلى تسهيل حل المشكلات وإبقاء الجميع على نفس الصفحة.
يمتلك الواقع الافتراضي القدرة على إحداث ثورة في حياتنا الشخصية والمهنية. وبالنسبة للشركات، يمكن أن يغير الانتقال إلى ميتافيرس قواعد اللعبة. حيث ستسمح المكاتب الافتراضية للموظفين بالعمل من أي مكان في العالم، ويمكن نقل حملات التسويق إلى مستوى جديد تمامًا.
وعلى الرغم من أن مكاتب سيرفكورب الافتراضية تمكن الشركات بالفعل من العمل من أي مكان في العالم، فإن ميتافيرس تضيف عنصرًا مرئيًا مختلفًا.
يمكن أن يكون لميتافيرس أيضًا تأثير كبير على حياتنا الشخصية. حيث أن الواقع الافتراضي لديه القدرة على نقلنا إلى عوالم مختلفة وتزويدنا بتجارب لا يمكن أن نمتلكها في العالم الحقيقي. بالنسبة للبعض، قد يصبح ميتافيرس موطنًا ثانيًا.
على الرغم من أن التكنولوجيا التي تقف وراء ذلك تبدو جذابة، فإن الانتقال إلى ميتافيرس لن يخلو من التحديات.
رغم أن هناك العديد من المزايا للعمل في ميتافيرس، إلا أن هناك أيضًا بعض الجوانب السلبية المحتملة التي يجب أخذها بعين الاعتبار. وأحد أكبر المخاطر هو أن الأفراد قد يصبحون معتمدين بشكل مفرط على التكنولوجيا. وإذا كان الموظفون غير قادرين على التواصل أو التعاون بشكل فعال في العالم الحقيقي، فقد يكون لذلك تأثير سلبي على عملهم.
الجانب السلبي الآخر للعمل في ميتافيرس هو أنه قد يؤدي إلى العزلة والانطوائية. ويمكن أن يكون الواقع الافتراضي طريقة رائعة للتواصل مع الأشخاص من جميع أنحاء العالم، ولكن من السهل أيضًا الشعور بالعزلة إذا لم تكن معتادًا على العمل بمفردك.
لوحظ نفس الشكل من العزلة أيضًا أثناء حدوث إجهاد الزوم الشائع. وقد بلغ ذلك ذروته خلال المراحل المبكرة من العمل من المنزل وخلق انفصالًا بين التواصل وجهاً لوجه مع الزملاء.
وختامًا، هناك خطر يتمثل في عدم استعداد الشركات لعملية الانتقال. ولا يزال ميتافيرس تقنية جديدة ومتطورة، وليست جميع الشركات مستعدة للتغيير. ورغم أن ميتافيرس مطور بما يكفي للاستخدام، إلا أن التقنية نفسها قد لا تعزز البيئة المطلوبة لكل عمل، ويتطلب إكمال عملية الانتقال الكاملة بحثًا مستفيضًا.
وفي الوقت الحالي، ستنظر معظم الشركات إلى ميتافيرس بشكل محض على أنه مجرد فكرة دون إعطائه أهمية كبيرة، ولكن ينبغي عدم إغفال مواكبة جميع أشكال التكنولوجيا التي يمكن أن تمنح الشركات ميزة تنافسية.